اعلم أن النبي ﷺ كان يعظم عليه إصرارهم على الكفر كما قال :﴿فَلَعَلَّكَ باخع نَّفْسَكَ على ءاثارهم إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ﴾ [ الكهف : ٦ ] وقال :﴿لَعَلَّكَ باخع نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ [ الشعراء : ٣ ] وقال تعالى :﴿فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حسرات﴾ [ فاطر : ٨ ] فلما أطنب الله تعالى في هذه الآية في فساد مذاهب المشركين تارة بالدلائل والبينات وتارة بضرب الأمثال وتارة بذكر الوعد والوعيد أردفه بكلام يزيل ذلك الخوف العظيم عن قلب الرسول ﷺ فقال :﴿إنا أنزلنا عليك الكتاب﴾ الكامل الشريف لنفع الناس ولاهتدائهم به وجعلنا إنزاله مقروناً بالحق وهو المعجز الذي يدل على أنه من عند الله فمن اهتدى فنفعه يعود إليه، ومن ضل فضير ضلاله يعود إليه ﴿وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ﴾ والمعنى أنك لست مأموراً بأن تحملهم على الإيمان على سبيل القهر بل القبول وعدمه مفوض إليهم، وذلك لتسلية الرسول في إصرارهم على الكفر. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٦ صـ ٢٤٤ ـ ٢٤٧﴾


الصفحة التالية
Icon