وعن رسول الله ( ﷺ ) :" أن المقاليد لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، بيده الخير، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير " وتأويله على هذا : أن لله هذه الكلمات، يوحد بها ويمجد، وهي مفاتيح خير السموات والأرض، من تكلم بها من المتقين أصاب.
﴿ والذين كفروا بآيات الله ﴾ وكلماته توحيده وتمجيده، ﴿ أولئك هم الخاسرون ﴾.
وقال الزمخشري : فإن قلت : بم اتصل قوله :﴿ والذين كفروا ﴾ ؟ قلت : بقوله :﴿ وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم، والذين كفروا، هم الخاسرون ﴾ واعترض بينهما : بأن خالق الأشياء كلها، وهو مهيمن عليها، لا يخفى عليه شيء من أعمال المكلفين منها وما يستحقون عليها من الجزاء، وأن ﴿ له مقاليد السموات والأرض ﴾.
قال أبو عبد الله الرازي : وهذا عندي ضعيف من وجهين : الأول : أن وقوع الفاصل الكثير بين المعطوف والمعطوف عليه بعيد.
والثاني : أن قوله تعالى :﴿ وينجي الله الذين اتقوا ﴾ : جملة فعلية، وقوله :﴿ والذين كفروا ﴾ : جملة اسمية، وعطف الجملة الاسمية على الجملة الفعلية لا يجوز، والأقرب عندي أن يقال : إنه لما وصف بصفات الإلهية والجلالة، وهو كونه خالق الأشياء كلها، وكونه مالكاً لمقاليد السموات والأرض، وقال : الذين كفروا بهذه الآيات الظاهرة الباهرة هم الخاسرون.
انتهى، وليس بفاصل كثير.
وقوله : وعطف الجملة الاسمية على الجملة الفعلية لا يجوز، كلام من لم يتأمل لسان العرب، ولا نظر في أبواب الاشتغال.
وأما قوله : والأقرب عندي فهو مأخوذ من قول الزمخشري، وقد جعل متصلاً بما يليه، على أن كل شيء في السموات والأرض فالله خالقه وفاتح بابه، والذين كفروا وجحدوا أن يكون الأمر كذلك ﴿ أولئك هم الخاسرون ﴾. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon