وقوله :﴿ بلى ﴾ جواب لنفي مقدر في قوله : هذه النفس كأنها قالت : فعمري في الدنيا لم يتسع للنظر، أو قالت : فإني لم يتبين لي الأمر في الدنيا ونحو هذا، وحق ﴿ بلى ﴾ أن تجيء بعد نفي عليه تقرير، وقرأ جمهور الناس " جاءتكَ " بفتح الكاف، وبفتح التاء من قوله :" فكذبتَ " و" استكبرتَ وكنتَ " على مخاطبة الكافر ذي النفس. وقرأ ابن يعمر والجحدري بكسر الكاف والتاء في الثلاثة على خطاب النفس المذكورة. قال أبو حاتم : روتها أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقرأ الأعمش :" بلى قد جاءته " بالهاء.
ثم خاطب تعالى نبيه بخبر يراه يوم القيامة من حالة الكفار، في ضمن هذا الخبر وعيد بين لمعاصريه.
وقوله :﴿ ترى ﴾ هو من رؤية العين، وكذبهم على الله : هو في أن جعلوا لله البنات والصاحبة، وشرعوا ما لم يأذن به إلى غير ذلك.
وقوله :﴿ وجوههم مسودة ﴾ جملة في موضع الحال، وظاهر الآية : أن لون وجوههم يتغير ويسود حقيقة، ويحتمل أن يكون في العبارة تجوز، وعبر بالسواد عن أن يراد به وجوههم وغالب همهم وظاهر كآبتهم. والمثوى : موضع الثواء والإقامة. والمتكبر : رافع نفسه إلى فوق حقه، وقال النبي عليه السلام :" الكبر سفه وغمط الناس أي احتقارهم ". أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon