وروى الحارث " عن عليّ قال : سألت رسول الله ﷺ عن تفسير المقاليد فقال :"يا عليّ لقد سألت عن عظيم المقاليد هو أن تقول عشراً إذا أصبحت وعشراً إذا أمسيت لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله وأستغفر الله ولا قوّة إلا بالله الأوّل والآخر والظاهر والباطن له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير" " من قالها عشراً إذا أصبح، وعشراً إذا أمسى أعطاه الله خصالاً ستاً : أولها يحرسه من الشيطان وجنوده فلا يكون لهم عليه سلطان، والثانية يعطى قنطاراً في الجنة هو أثقل في ميزانه من جبل أحد، والثالثة ترفع له درجة لا ينالها إلا الأبرار، والرابعة يزوجه الله من الحور العين، والخامسة يشهده اثنا عشر ألف مَلَك يكتبونها له في رق منشور ويشهدون له بها يوم القيامة، والسادسة يكون له من الأجر كأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وكمن حج واعتمر فقبل الله حجته وعمرته، وإن مات من يومه أو ليلته أو شهره طبع بطابع الشهداء.
وقيل : المقاليد الطاعة يقال ألقى إلي فلان بالمقاليد أي أطاعه فيما يأمره ؛ فمعنى الآية له طاعة من في السموات والأرض.
قوله تعالى :﴿ والذين كَفَرُواْ بِآيَاتِ الله ﴾ أي بالقرآن والحجج والدلالات.
﴿ أولئك هُمُ الخاسرون ﴾ تقدم.
قوله تعالى :﴿ قُلْ أَفَغَيْرَ الله تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ ﴾ وذلك حين دعوا النبي ﷺ إلى ما هم عليه من عبادة الأصنام وقالوا هو دين آبائك.
و"غير" نصب ب"أَعْبُدُ" على تقدير أعبد غير الله فيما تأمرونني.
ويجوز أن ينتصب ب"تَأْمُرُونِّي" على حذف حرف الجرّ ؛ التقدير : أتأمرونّي بغير الله أن أعبده، لأنّ أن مقدرة وأن والفعل مصدر، وهي بدل من غير ؛ التقدير : أتأمرونّي بعبادة غير الله.
وقرأ نافع :"تَأْمُرُونِي" بنون واحدة مخففة وفتح الياء.
وقرأ ابن عامر :"تَأْمُرُونَنِي" بنونين مخففتين على الأصل.


الصفحة التالية
Icon