ثم قال :﴿وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بالحق﴾ أي بين البشر، ثم قال :﴿وَقِيلَ الحمد لِلَّهِ رَبّ العالمين﴾ والمعنى أنهم يقدمون التسبيح، والمراد منه تنزيه الله عن كل ما لا يليق بالإلهية.
وأما قوله تعالى :﴿وَقِيلَ الحمد لِلَّهِ رَبّ العالمين﴾ فالمراد وصفه بصفات الإلهية، فالتسبيح عبارة عن الاعتراف بتنزيهه عن كل ما لا يليق به وهو صفات الجلال، وقوله ﴿وَقِيلَ الحمد لِلَّهِ رَبّ العالمين﴾ عبارة عن الإقرار بكونه موصوفاً بصفات الإلهية وهي صفات الإكرام، ومجموعهما هو المذكور في قوله ﴿تبارك اسم رَبّكَ ذِى الجلال والإكرام﴾ [ الرحمن : ٧٨ ] وهو الذي كانت الملائكة يذكرونه قبل خلق العالم وهو قولهم ﴿وَنَحْنُ نُسَبّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدّسُ لَكَ﴾ [ البقرة : ٣٠ ] وفي قوله ﴿وَقِيلَ الحمد لِلَّهِ رَبّ العالمين﴾ دقيقة أخرى وهي أنه لم يبين أن ذلك القائل من هو، والمقصود من هذا الإبهام التنبيه، على أن خاتمة كلام العقلاء في الثناء على حضرة الجلال والكبرياء ليس إلا أن يقولوا ﴿الحمد للَّهِ رَبّ العالمين﴾ وتأكد هذا بقوله تعالى في صفة أهل الجنة ﴿دعواهم فِيهَا سبحانك اللهم وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ﴾ [ يونس : ١٠ ]. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٧ صـ ٢٠ ـ ٢٢﴾


الصفحة التالية
Icon