وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
﴿ وَسِيقَ الذين كفروا إلى جَهَنَّمَ زُمَراً ﴾
وقرأ الجمهور :﴿ وسيق ﴾ وجيء بكسر أوله. وقرأها ونظائرها بإشمام الضم : الحسن وابن وثاب وعاصم والأعمش. و: ﴿ زمراً ﴾ معناه : جماعات متفرقة، واحدها زمرة.
وقوله :﴿ فتحت ﴾ جواب ﴿ إذا ﴾، والكلام هنا يقضي أن فتحها إنما يكون بعد مجيئهم، وفي وقوفهم قبل فتحها مذلة لهم، وهكذا هي حال السجون ومواضع الثقاف والعذاب بخلاف قوله : في أهل الجنة :﴿ وفتحت ﴾ [ الزمر : ٧٣ ] بالواو مؤذنة بأنهم يجدونها مفتوحة كمنازل الأفراح.
وقرأ الجمهور :" فتّحت " بشد التاء في الموضعين، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بتخفيفها، وهي قراءة طلحة والأعمش : ثم ذكر تعالى توقيف الخزنة لهم على مجيء الرسل.
وقرأ الجمهور :" يأتكم " بالياء من تحت. وقرأ الأعرج :" تأتكم " بتاء من فوق.
وقوله :﴿ منكم ﴾ أعظم من الحجة، أي رسل من جنسكم لا يصعب عليكم مراميهم ولا فهم أقوالهم. وقولهم :﴿ بلى ﴾ جواب على التقرير على نفي أمر، ولا يجوز هنا الجواب بنعم، لأنهم كانوا يقولون : نعم لم يأتنا، وهكذا كان يترتب المعنى، ثم لا يجدوا حجة إلا أن كلمة العذاب حقت عليهم، أي الكلمة المقتضية من الله تعالى تخليدهم في النار، وهي عبارة عن قضائه السابق لهم بذلك، وهي التي في قوله تعالى لإبليس ﴿ لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ﴾ [ ص : ٨٥ ] والمثوى : موضع الإقامة.
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا