وقال الشيخ الصابونى :
سورة غافر
مكية وآياتها خمس وثمانون آية
بين يدي السورة
سورة غافر مكية، وهي تعنى بأمور العقيدة كشأن سائر السور المكية، ويكاد يكون موضوع السورة البارز، هو المعركة بين (الحق ) و(الباطل ) و(الهدى ) و(الضلال ) ولهذا جاء جو السورة مشحونا بطابع العنف والشدة، وكأنه جو معركة رهيبة، يكون فيها الطعن والنزال، ثم تسفر عن مصارع الطغاة، فإذا بهم حطأم وركام.
* ابتدأت السورة الكريمة بالإشادة بصفات الله الحسنى، وآيته العظمى، ثم عرضت لمجادلة الكافرين في آيات الله، فمع وضوح الحق وسطوعه، جادل فيه المجادلون، وكابر فيه المكابرون [ حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم.. ].
* وعرضت السورة لمصارع الغابرين وقد أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، فلم يفلت منهم إنسان [ كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم.. ] الآيات.
* وفي ثنايا هذا الجو الرهيب، يأتي مشهد حملة العرش، في دعائهم الخاشع المنيب [ الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم.. ] الآيات.
* وتحدثت السورة عن بعض مشاهد الآخرة وأهوالها، فإذا العباد واقفون للحساب، بارزون أمام الملك الديان، يغمرهم رهبة وخشوع، وإذا القلوب لدى الحناجر، تكاد لشدة الفزع والهول تنخلع، وفي ذلك الموقف الرهيب، واليوم العصيب، يلقى الإنسان جزاءه، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر [ يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شىء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار. اليوم تجزى كل نفس بما كسبت.. ] الآيات.


الصفحة التالية
Icon