* ثم يأتي الحديث عن قصة الإيمان والطغيان، ممثلة في دعوة موسى عليه السلام لفرعون الطاغية الجبار، ففرعون يريد - بكبريائه وجبروته - أن يقضي على موسى وأتباعه، خشية أن ينتشر الإيمان بين الأقوام، وتبرز في ثنايا هذه القصة حلقة جديدة، لم تعرض في قصة موسى من قبل، ألا وهي ظهور رجل (مؤمن من آل فرعون ) يخفي إيمانه، يصدع بكلمة الحق في تلطف وحذر، ثم في صراحة ووضوح، وتنتهي القصة بهلاك فرعون الطاغية الجبار بالغرق في البحر مع أعوانه وأنصاره، وبنجاة الداعية المؤمن وسائر المؤمنين [ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين. إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب.. ] الآيات.
* ثم تعرض السورة إلى بعض الآيات الكونية، الشاهدة بعظمة الله، الناطقة بوحدانيته وجلاله، الذي يشركون به ويكفرون بآياته، وتضرب مثلا للمؤمن والكافر : بالبصير والأعمى، فالمؤمن على نور من الله وبصيرة، والكافر يتخبط في الظلام [ وما يستوي الأعمى والبصير، والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون. أن الساعة لآتية لا ريب فيها.. ] الآيات.
* وتختم السورة الكريمة بالحديث عن مصارع المكذبين، والطغاة المتجبرين، ومشهد العذاب يأخذهم وهم في غفلتهم سادرون [ فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون.. ] إلى نهاية السورة الكريمة.
التسمية :
سميت " سورة غافر " لأن الله تعالى ذكر هذا الوصف الجليل - الذي هو من صفات الله الحسنى - في مطلع السورة الكريمة [ غافر الذنب وقابل التوب ] وكرر ذكر المغفرة في دعوة الرجل المؤمن [ وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار ] وتسمى سورة " المؤمن " لذكر قصة مؤمن آل فرعون. أ هـ ﴿صفوة التفاسير حـ ٣ صـ ٩٢ ـ ٩٣﴾


الصفحة التالية
Icon