وقال الإمام أبو جعفر النحاس :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سورة غافر
وهي مكية
١ - من ذلك قوله جل وعز (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم) (آية ٢ ١) روى معمر عن قتادة قال (حم) اسم من أسماء القرآن وقيل معنى (حم) حم الأمر وفي رواية عكرمة عن ابن عباس قال (آلر) و (حم) و (نون) حروف الرحمن جل وعز مقطعة
وقرا عيسى بن عمر (حاميم تنزيل) والمعنى على قراءته أتل حاميم ولم يصرفه لأنه جعله اسما للسورة ويجوز أن يكون فتح لالتقاء الساكنين والمعنى هذا تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم ٢ - ثم قال جل وعز (غافر الذنب وقابل التوب) (آية ٣) ويجوز أن يكون التوب جمع توبة كما قال: فيخبو ساعة ويهب ساعا ويجوز ان يكون التوب بمعنى التوبة ٣ - ثم قال جل وعز (شديد العقاب ذي الطول) (آية ٣)
روى ابن أبي نجيح (ذي الطول) قال ذي الغنى وروى سعيد عن قتادة قال ذي النعمة قال أبو جعفر الطول في اللغة الفضل والاقتدار يقال لفلان على فلان طول واللهم طل علينا برحمتك وروى علي بن أبى طلحة عن ابن عباس (ذي الطول) قال ذي السعة والغنى ٤ - وقوله جل وعز (ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد) (آية ٤) قال قتادة أي فلا يغررك إقبالهم وإدبارهم وتصرفهم في أسفارهم قال أبو جعفر مثله قوله جل وعز لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل
والمعنى لا يغرنك سلامتهم وأناة الله لهم فإن عاقبتهم مذمومة ومصيرهم إلى النار ٥ - ثم بين ان ذلك كان سبيل من قبلهم فقال (كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم) (آية ٥) وهم ثمود وعاد وقوم لوط ومن كان مثلهم ٦ - وقوله جل وعز (وهمت كل أمة برسولهم لياخذوه) (آية ٥) روى معمر عن قتادة قال ليأخذوه فيقتلوه


الصفحة التالية
Icon