قال أبو جعفر ويبين هذا قوله تعالى (فأخذتهم) أي أهلكتهم ويقال للأسير أخيذ ٧ - وقوله جل وعز (وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار) (آية ٦) أي بقوله (لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين)
قال قتادة حق عليهم العذاب بكفرهم ٨ - ثم أخبر أن الملائكة إنما يستغفرون للمؤمنين فقال (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم) (آية ٧) روى معمر عن قتادة (فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك) قال تابوا من الشرك واتبعوا طاعتك ٩ - ثم قال جل وعز (ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم) (آية ٨) يروى ان عمر بن الخطاب قال لكعب الأحبار ما جنات عدن ؟ قال قصور من ذهب في الجنة يدخلها النبيون والصديقون والشهداء وأئمة العدل قال أبو جعفر العدن في اللغة الإقامة وقد عدن
بالمكان اقام به ١٠ - وقوله جل وعز (وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته) (آية ٩) (وقهم السيئات) قال قتادة أي العذاب (ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته) قال العذاب ١١ - وقوله جل وعز (إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون) (آية ١٠) في الكلام تقديم وتأخير وقد بينه أهل التفسير قال الحسن يعطون كتابهم فإذا نظروا في سيئاتهم مقتوا أنفسهم فينادون لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان


الصفحة التالية
Icon