فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم وقال مجاهد إذا عاينوا أعمالهم السيئة مقتوا أنفسهم فنودوا لمقت الله لكم إذ تدعون إلى الإيمان أكبر من مقتكم أنفسكم إذ عاينتم النار ١٢ - وقوله جل وعز قالوا (ربنا أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين) (آية ١١) روى أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال هي مثل قوله تعالى (وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم) قال أبو جعفر المعنى على هذا في أمتنا اثنتين خلقتنا أمواتا أي نطفا ثم أحييتنا ثم أمتنا ثم أحييتنا للبعث
وقيل إحدى الحياتين وإحدى الموتتين الإحياء في القبر ثم الموت وأنهم لم يعنوا حياتهم في الآخرة ١٣ - وقوله جل وعز (ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم) (آية ١٤) أي كذبتم (وإن يشرك به تؤمنوا) أي تصدقوا ١٤ - وقوله جل وعز (يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده) (آية ١٥) روى عكرمة عن ابن عباس قال (الروح) النبوة وروى ابن أبى نجيح عن مجاهد قال (الروح) الوحي وروى معمر عن قتادة يلقي الروح قال الوحي
والرحمة قال أبو جعفر يلقي الوحي على من يختص من عباده وسمي الوحي روحا لأن الناس يحيون به أي يهتدون والمهتدي حي والضال ميت على التمثيل ومنه يقال لمن لم يفقه إنما أنت ميت وقال الله تعالى (فإنك لا تسمع الموتى) ١٥ - ثم قال جل وعز (لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون) أي لينذر الذي يوحى إليه ويجوز أن يكون المعنى لينذر الله يوم التلاق قال قتادة أي يوم يتلاقى أهل السماء وأهل الأرض ويلتقي
الأولون والآخرون


الصفحة التالية
Icon