(يوم هم بارزون) قال قتادة أي لا يسترهم جبل ولا شئ ١٦ - ثم قال جل وعز (لا يخفى على الله منهم شئ لمن الملك اليوم) (آية ١٦) أي يقال هذا روى أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قال (يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله جل وعز عليها قط فأول ما يقال (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) ثم أول ما ينظر من الخصومات في الدماء فيحضر القاتل والمقتول فيقول سل هذا لم قتلني فإن قال قتلته لتكون العزة لفلان قيل للمقتول اقتله كما قتلك وكذلك إن قتل جماعة أذيق القتل
كما أذاقهم في الدنيا قال (لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب) ١٧ - وقوله جل وعز (وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين) (آية ١٨) قال مجاهد وقتادة أي القيامة قال الكسائي يقال أزف الشئ يأزف أي دنا واقترب قال أبو جعفر قيل للقيامة الآزفة لقربها وإن بعدت عن الناس ومنه يقال أزف رحيل فلان
١٨ - ثم قال جل وعز (إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين) (آية ١٨) قال قتادة شخصت من صدورهم فنشبت في حلوقهم فلم
تخرج ولم ترجع وقال غيره تزحزحت فلا قلوبهم من الفزع فلم تخرج فيستريحوا ولم ترجع ثم قال تعالى (كاظمين) أي مغتاظين ولا شئ يزيل غيظهم يقال كظم البعير بجرته إذا رددها في حلقه وكظم غيظه إذا حبسه ١٩ - ثم قال جل وعز (ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) (آية ١٨) أي ليس لهم شفيع مطاع قال الحسن استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه فإذا راى الكفار ذلك قالوا (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) ٢٠ - ثم قال جل وعز (يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور) (آية ١٩)
قال ابن عباس هو الرجل ينظر إلى المرأة فإذا نظر إليه اصحابه غض بصره فإذا رأى منهم غفلة تدسس فإذا نظروا إليه غض بصره وقد علم الله جل وعز منه أن بوده أن لو نظر إلى عورتها


الصفحة التالية
Icon