عنق من نار فيولون هاربين منها حتى تحيط بهم فإذا أحاطت بهم قالوا أين المفر ثم أخذوا في البكاء حتى تنفد الدموع فيكون دما ثم تشخص أبصار الكفار فذلك قوله تعالى (مهطعين مقنعي رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم) ويروي أنه إذا أمر بهم إلى النار ولوا هاربين منها ولو لم يكن في الاحتجاج بالقراءة إلا قوله تعالى (يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم) لكفى فأما معنى التخفيف فقال قتادة في قوله (إني أخاف عليكم يوم التناد) قال يوم ينادى كل قوم بأعمالهم وينادي أهل الجنة أهل النار وقال عبد الله بن خالد إذا حشر الناس يوم القيامة نادى
بعضهم بعضا حتى يظهر لهم عنق من النار فيولون هاربين ٣٢ - ثم قال تعالى (ما لكم من الله من عاصم) (آية ٣٣) قال قتادة أي من ناصر ٣٣ - ثم قال جل وعز (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات) (آية ٣٤) أي من قبل موسى بالبينات أي بالآيات المعجزات (فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا) (آية ٣٤)
أي ظننتم ان الحجة لا تقام عليكم بعده (كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب) أي مثل هذا الضلال يضل الله من هو مسرف مرتاب
٣٤ - ثم قال جل وعز (الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم) (آية ٣٥) على البدل من (من) ومعنى (كبر مقتا) كبر الجدال مقتا ٣٥ - ثم قال جل وعز (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) (الآية ٣٥) وفي قراء عبد الله بن مسعود (على قلب كل متكبر جبار) ومعنى هذه القراءة كمعنى الأولى كما يقال أنا أكلم فلانا يوم كل جمعة وكل يوم جمعة
فأما التنوين فإنه يقال قلب متكبر أي صاحبه متكبر ٣٦ - وقوله جل وعز (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا) (آية ٣٦) أي قصرا وكل بناء عظيم صرح (لعلي أبلغ الأسباب) (آية ٣٦) قال قتادة أي الأبواب والسبب في اللغة ما يؤدي إلى الشئ فالمعنى لعلي أبلغ ما


الصفحة التالية
Icon