وروى شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت ميمون بن ميسرة يقول كان أبو هريرة إذا أصبح ينادي أصبحنا والحمد لله وعرض آل فرعون على النار وإذا أمسى نادى امسينا والحمد لله وعرض آل فرعون على النار فلا يسمع ابا هريرة أحد إلا تعوذ بالله من النار وقال مجاهد في قوله تعالى (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) قال من أيام الدنيا قال الفراء ليس في القيامة غدو ولا عشي ولكن مقدار ذلك قال أبو جعفر التفسير على خلاف ما قال الفراء وذلك أن التفسير على أن هذا العرض إنما هو في أيام الدنيا
والمعنى ايضا بين أنه على ذلك لأنه قال جل وعز (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) ثم دل على أن هذا قبل يوم القيامة بقوله (ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) فدل على أن الأول بمنزلة عذاب القبر ٤٥ - وقوله جل وعز (ويوم يقوم الأشهاد) (آية ٥١)
قال معمر عن قتادة الملائكة قال أبو جعفر واحدهم شاهد كما يقال صاحب وأصحاب ويجوز أن يكون جمع شهيد كشريف وأشراف
٤٦ - وقوله جل وعز (إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه) (آية ٥٦) مثل قوله (واسال القرية) المعنى ما هم ببالغي إرادتهم فيه لأن الكبر شئ قد أتوه فهذا لا يشكل وقد قيل الكبر ههنا العلو على النبي ﷺ وذلك إرادتهم ولم يبلغوه فأما إرادتهم في الأول فالجدال في آيات الله جل وعز حتى يبطلوها ولم يبلغوا ذلك وقيل إنما يراد بذا اليهود تكبروا وتوقفوا وقالوا حتى يخرج الدجال ونكون معه فأعلم الله جل وعز أن هذه الفرقة من اليهود لا تلحق الدجال واستشهد صاحب هذا القول بقوله (فاستعذ بالله)
وقوله جل وعز (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) (آية ٦٠) روى يسيع الكندي عن النعمان بن بشير عن النبي ﷺ قال الدعاء هو العبادة وتلا رسول الله ﷺ (وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون


الصفحة التالية
Icon