و مع هذا كله فلم تغن عنهم قوتهم وتعميرهم من اللّه شيئا "فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ" التي عملوها، فاعتبروا بهم وأقلعوا عما يوجب أخذكم، فالعاقل من اعتبر بغيره "وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ ٢١" يقيهم عذابه أو يحول دون نزوله بهم "ذلِكَ" الأخذ الفظيع من قبل الإله العظيم "بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ" ليؤمنوا "فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ" بكفرهم وعدم طاعتهم أنبيائهم وعدم اكتراثهم بهم وبما أظهروه لهم من الأدلة الواضحة على وحدانيته "إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ ٢٢" دائمه لا مخلص لأحد منه ولا مهرب لمن قدّر له منه، وكل عقاب دون عقابه هين، لأنه منته ولا نهاية لعقاب اللّه.


الصفحة التالية
Icon