وقال أبو حيان فى الآيات السابقة :
﴿ حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) ﴾
سبع الحواميم مكيات، قالوا بإجماع.
وقيل : في بعض آيات هذه السور مدني.
قال ابن عطية : وهو ضعيف.
وفي الحديث :" أن الحواميم ديباج القرآن " وفيه :" من أراد أن يرتع في رياض مونقة من الجنة فليقرأ الحواميم "، وفيه :" مثل الحواميم في القرآن مثل الحبرات في الثياب وهذه الحواميم مقصورة على المواغظ والزجر وطرق الآخرة وهي قصار لا تلحق فيها سآمة "
ومناسبة أول هذه السورة لآخر الزمر أنه تعالى لما ذكر ما يؤول إليه حال الكافرين وحال المؤمنين، ذكر هنا أنه تعالى ﴿ غافر الذنب وقابل التوب ﴾، ليكون ذلك استدعاء للكافر إلى الإيمان، وإلى الإقلاع عما هو فيه، وأن باب التوبة مفتوح.
وذكر شدة عقابه وصيرورة العالم كلهم فيه ليرتدع عما هو فيه، وأن رجوعه إلى ربه فيجازيه بما يعمل من خير أو شر.
وقرىء : بفتح الحاء، اختيار أبي القاسم بن جبارة الهذلي، صاحب كتاب :( الكامل في القرآن )، وأبو السمال : بكسرها على أصل التقاء الساكنين، وابن أبي إسحاق وعيسى : بفتحها، وخرج على أنها حركة التقاء الساكنين، وكانت فتحة طلباً للخفة كأين، وحركة إعراب على انتصابها بفعل مقدر تقديره : اقرأ حم.
وفي الحديث :" أن أعرابياً سأل رسول الله ( ﷺ ) عن حم ما هو؟ فقال : أسماء وفواتح سور "، وقال شريح بن أبي أوفى العبسي :
يذكرني حاميم والرمح شاجر...
فهلا تلا حاميم قبل التقدم
وقال الكميت :
وجدنا لكم في آل حميم آية...
تأولها منا تقي ومعرب
_@_أعربا حاميم، ومنعت الصرف للعلمية، أو العلمية وشبه العجمة، لأن فاعيل ليس من أوزان أبنية العرب، وإنما وجد ذلك في العجم، نحو : قابيل وهابيل.
وتقدم فيما روي في الحديث جمع حم على الحواميم، كما جمع طس على الطواسين.


الصفحة التالية
Icon