وقال قتادة : لما خرج أهل حروراء قال علي رضي الله عنه : من هؤلاء؟ قيل : المحكمون.
أي يقولون : لا حكم إلا لله، فقال علي رضي الله عنه : كلمة حق أريد بها باطل.
﴿ هُوَ الذى يُرِيكُمْ ءاياته ﴾ من الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحوها ﴿ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السماء ﴾ وبالتخفيف : مكي وبصري ﴿ رِزْقاً ﴾ مطراً ؛ لأنه سبب الرزق ﴿ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ ﴾ وما يتعظ وما يعتبر بآيات الله إلا من يتوب من الشرك ويرجع إلى الله، فإن المعاند لا يتذكر ولا يتعظ، ثم قال للمنيبين :﴿ فادعوا الله ﴾ فاعبدوه ﴿ مُخْلِصِينَ لَهُ الدين ﴾ من الشرك ﴿ وَلَوْ كَرِهَ الكافرون ﴾ وإن غاظ ذلك أعداءكم ممن ليس على دينكم ﴿ رَفِيعُ الدرجات ذُو العرش يُلْقِى الروح ﴾ ثلاثة أخبار لقوله هو مرتبة على قوله :﴿ الذى يريكم ﴾.
أو أخبار مبتدأ محذوف، ومعنى رفيع الدرجات رافع السماوات بعضها فوق بعض، أو رافع درجات عباده في الدنيا بالمنزلة، أو رافع منازلهم في الجنة.
وذو العرش مالك عرشه الذي فوق السماوات خلقه مطافاً للملائكة إظهاراً لعظمته مع استغنائه في مملكته، والروح جبريل عليه السلام، أو الوحي الذي تحيا به القلوب ﴿ مِنْ أَمْرِهِ ﴾ من أجل أمره أو بأمره ﴿ على مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ ﴾ أي الله أو الملقى عليه وهو النبي عليه السلام ويدل عليه قراءة يعقوب ﴿ لّتُنذِرَ ﴾ ﴿ يَوْمَ التلاق ﴾ يوم القيامة لأنه يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض والأولون والآخرون.


الصفحة التالية
Icon