﴿ يَعْلَمُ خَآئِنَةَ الأعين ﴾ مصدر بمعنى الخيانة كالعافية بمعنى المعافاة والمراد استراق النظر إلى ما لا يحل ﴿ وَمَا تُخْفِى الصدور ﴾ وما تسره من أمانة وخيانة، وقيل : هو أن ينظر إلى أجنبية بشهوة مسارقة، ثم يتفكر بقلبه في جمالها ولا يعلم بنظرته وفكرته من بحضرته، والله يعلم ذلك كله ويعلم خائنة الأعين خبر من أخبار هو في قوله :﴿ هُوَ الذى يُرِيكُمْ ءاياته ﴾.
مثل ﴿ يُلْقِى الروح ﴾ ولكن يلقي الروح قد علل بقوله :﴿ لِيُنذِرَ يَوْمَ التلاق ﴾ ثم استطرد ذكر أحوال يوم التلاق إلى قوله ﴿ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ فبعد لذلك عن أخواته ﴿ والله يَقْضِى بالحق ﴾ أي والذي هذه صفاته لا يحكم إلا بالعدل ﴿ والذين يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَقْضُونَ بِشَىْءٍ ﴾ وآلهتهم لا يقضون بشيء، وهذا تهكم بهم لأن ما لا يوصف بالقدرة لا يقال فيه يقضي أو لا يقضي.
﴿ تَدْعُونَ ﴾ نافع ﴿ إِنَّ الله هُوَ السميع البصير ﴾ تقرير لقوله ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعين وَمَا تُخْفِى الصدور ﴾، ووعيد لهم بأنه يسمع ما يقولون ويبصر ما يعملون، وأنه يعاقبهم عليه، وتعريض بما يدعون من دونه وأنها لا تسمع ولا تبصر. أ هـ ﴿تفسير النسفى حـ ٤ صـ ٦٩ ـ ٧٤﴾


الصفحة التالية
Icon