وقال البيضاوى :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿ حَم ﴾ أماله ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر صريحاً، ونافع برواية ورش وأبو عمرو بين بين، وقرىء بفتح الميم على التحريك لالتقاء الساكنين، أو النصب بإضمار اقرأ ومنع صرفه للتعريف والتأنيث، أو لأنها على زنة أعجمي كقابيل وهابيل.﴿ تَنزِيلُ الكتاب مِنَ الله العزيز العليم ﴾ لعل تخصيص الوصفين لما في القرآن من الإِعجاز والحكم الدال على القدرة الكاملة والحكمة البالغة.
﴿ غَافِرِ الذنب وَقَابِلِ التوب شَدِيدِ العقاب ذِى الطول ﴾ صفات أخرى لتحقيق ما فيه من الترغيب والترهيب والحث على ما هو المقصود منه، والإِضافة فيها حقيقية على أنه لم يرد بها زمان مخصوص، وأريد ب ﴿ شَدِيدُ العقاب ﴾ مشددة أو الشديد عقابه فحذف اللام للازدواج وأمن الالتباس، أو إبدال وجعله وحده بدلاً مشوش للنظم وتوسيط الواو بين الأولين لإِفادة الجمع بين محو الذنوب وقبول التوبة، أو تغاير الوصفين إذ ربما يتوهم الاتحاد، أو تغاير موقع الفعلين لأن الغفر هو الستر فيكون لذنب باق وذلك لمن لم يتب فإن " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " والتوب مصدر كالتوبة. وقيل جمعاً والطول الفضل بترك العقاب المستحق، وفي توحيد صفة العذاب مغمورة بصفات الرحمة دليل رجحانها. ﴿ لاَ إله إِلاَّ هُوَ ﴾ فيجب الإِقبال الكلي على عبادته. ﴿ إِلَيْهِ المصير ﴾ فيجازي المطيع والعاصي.