وأما أفعال القلوب، فهي معلومة لله تعالى لقوله ﴿وَمَا تُخْفِى الصدور﴾ فدل هذا على كونه تعالى عالماً بجميع أفعالهم السادس : قوله تعالى :﴿والله يَقْضِى بالحق﴾ وهذا أيضاً يوجب عظم الخوف، لأن الحاكم إذا كان عالماً بجميع الأحوال، وثبت منه أنه لا يقضي إلا بالحق في كل ما دق وجل، كان خوف المذنب منه في الغاية القصوى السابع : أن الكفار إنما عولوا في دفع العقاب عن أنفسهم على شفاعة هذه الأصنام، وقد بيّن الله تعالى أنه لا فائدة فيها ألبتة، فقال :﴿والذين يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَقْضُونَ بِشَىْء﴾ الثامن : قوله ﴿إِنَّ الله هُوَ السميع البصير﴾ أي يسمع من الكفار ثناءهم على الأصنام، ولا يسمع منهم ثناءهم على الله ويبصر خضوعهم وسجودهم لهم، ولا يبصر خضوعهم وتواضعهم لله، فهذه الأحوال الثمانية إذا اجتمعت في حق المذنب الذي عظم ذنبه كان بالغاً في التخويف إلى الحد الذي لا تعقل الزيادة عليه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٧ صـ ٤٤ ـ ٤٧﴾