وقوله :﴿ وإن يشرك به ﴾ أي إذا ذكرت اللات والعزى وغيرهما صدقتم واستقرت نفوسكم، فالحكم اليوم بعذابكم وتخليدكم في النار، لا لتلك التي كنتم تشركونها معه في الألوهية. و: ﴿ العلي الكبير ﴾ صفتا مدح لا في المكان ومضادة السفل والصغر.
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (١٣)
هذه ابتداء مخاطبة في معنى توحيد الله تعالى وتبيين علامات ذلك، وآيات الله : تعم آيات قدرته وآيات قرآنه والمعجزات الظاهرة على أيدي رسله. وتنزيل الرزق : هو في تنزيل المطر وفي تنزيل القضاء والحكم، قيل ما يناله المرء في تجارة وغير ذلك وقرأ جمهور الناس :" ويُنْزِل " بالتخفيف. وقرأ الحسن والأعرج وعيسى وجماعة :" وينَزِّل " بفتح النون وشد الزاي.
وقوله تعالى :﴿ وما يتذكر إلا من ينيب ﴾ معناه : وما يتذكر تذكراً يعتد به وينفع صاحبه، لأنا نجد من لا ينيب يتذكر، لكن لما كان ذلك غير نافع عد كأنه لم يكن.
وقوله :﴿ فادعوا الله ﴾ مخاطبة للمؤمنين أصحاب محمد عليه السلام. " وادعوا " : معناه : اعبدوا.
وقوله تعالى :﴿ رفيع الدرجات ﴾ صفاته العلى، وعبر بما يقرب لأفهام السامعين، ويحتمل أن يريد ب ﴿ رفيع الدرجات ﴾ التي يعطيها للمؤمنين ويتفضل بها على عباده المخلصين في جنة. و: ﴿ العرش ﴾ هو الجسم المخلوق الأعظم الذي السماوات السبع والأرضون فيه كالدنانير في الفلاة من الأرض.


الصفحة التالية
Icon