وقال صاحب الكشف : هذا شيء نقله ابن الحاجب ولم يساعده غيره وهو غير مسلم أي كبر المسرف المرتاب المجادل في آيات الله بغير حجة مقتاً أي كبر مقته وعظم عند الله تعالى وعند المؤمنين ﴿ كذلك ﴾ أي مثل ذلك الطبع الفظيع ﴿ يَطْبَعُ الله على كُلّ قَلْبِ مُتَكَبّرٍ جَبَّارٍ ﴾ فيصدر عنه أمثال ما ذكر من الاسراف والارتياب والمجادلة بغير حق ؛ وجوز أن يكون ﴿ الذين ﴾ مبتدأ وجملة ﴿ كَبُرَ ﴾ خبره لكن على حذفل مضاف هو المخبر عنه حقيقة أي جدال الذين يجادلون كبر مقتا، وان يكون ﴿ الذين ﴾ مبتدأ على حذف المضاف ﴿ بِغَيْرِ سلطان ﴾ خبر المضاف المقدر أي جدال الذين يجادلون في ءايات الله تعالى كائن بغير سلطان، وظاهر كلام البعض ان ﴿ الذين ﴾ مبتدأ من غير حذف مضاف و﴿ بِغَيْرِ سلطان ﴾ خبره، وفيه الأخبار عن الذات والجثة بالظرف وفاعل ﴿ كَبُرَ ﴾ كذلك على مذهب من يرى اسمية الكاف كالأخفش أي كبر مقتاً مثل ذلك الجدال فيكون قوله تعالى :﴿ يَطْبَعُ ﴾ الخ استئنافاً للدلالة على الموجب لجدالهم، ولا يخفى ما في ذلك من العدول عن الظاهر، وفي البحر الأولى في إعراب هذا الكلام أن يكون ﴿ الذين ﴾ مبتدأ وخبره ﴿ كَبُرَ ﴾ والفاعل ضمير المصدر المفهوم من ﴿ يجادلون ﴾ أي الذين يجادلون كبر جدالهم مقتاً فتأمل.
وقرأ أبو عمرو.
وابن ذكوان.
والأعرج بخلاف عنه ﴿ قَلْبٌ ﴾ بالتنوين فما بعده صفته، ووصفه بالكبر والتجبر لأنه منبعهما كقولهم : رأت عيني وسمعت أذني، وجوز أن يكون ذاك على حذف مضاف أي كل ذي قلب متكبر جبار، وجعل الصفتين لصاحب القلب لتتوافق القراءتان هذه وقراءة باقي السبعة بلا تنوين، وعن مقاتل المتكبر المعاند في تعظيم أمر الله تعالى، والجبار المتسلط على خقل الله تعالى، والظاهر أن عموم كل منسحب على المتكبر والجبار أيضاً فكأنه اعتبر أولاً إضافة ﴿ قَلْبٌ ﴾ إلى ما بعد ثم اعتبرت إضافته إلى المجموع.