وقال الآلوسى :
﴿ أَوَ لَمْ يَسِيروُاْ فِى الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ ﴾
أي مآل حال الذين كذبوا الرسل عليهم السلام قبلهم كعاد.
وثمود، و﴿ يَنظُرُواْ ﴾ مجزوم على أنه معطوف على ﴿ يَسِيرُواْ ﴾، وجوز أبو حيان كونه منصوباً في جواب النفي كما في قوله :
﴿ الم تُسْئَلُ ﴾ وتعقب بأنه لا يصح تقديره بأن لم يسيروا ينظروا.
وأجيب بأن الاستفهام إنكاري وهو في معنى النفي فيكون جواب نفي النفي ﴿ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ﴾ قدرة وتمكناً من التصرفات، والضمير المنفصل تأكيد للمضير المتصل قبله، وجوز كونه ضمير فصل ولا يتعين وقوعه بين معرفتين فقد أجاز الجرجاني وقوع المضارع بعده كما في قوله تعالى :﴿ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىء وَيُعِيدُ ﴾ [ البروج : ١٣ ] نعم الأصل الأكثر فيه ذلك، على أن أفعل التفضيل الواقع بعده من الداخلة على المفضل عليه مضارع للمعرفة لفظاً في عدم دخول أل عليه ومعنى لأن المراد به الأفضل باعتبار أفضلية معينة.
وجملة ﴿ كَانُواْ ﴾ الخ مستأنفة في جواب كيف صارت أمورهم.
وقرأ ابن عامر ﴿ مّنكُمْ ﴾ بضمير الخطاب على الالتفات.
﴿ وَءاثَاراً فِى الأرض ﴾ عطف على قوة أي وأشد آثاراً في الأرض مثل القلاع المحكمة والمدائن الحصينة، وقد حكى الله تعالى عن قوم منهم أنهم كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً.