وقرأ أبو عمرو وحده الأعرج بخلاف عنه " على كلِّ قلب " بالتنوين " متكبراً " على الصفة. وقرأ الباقون :" على كلِّ قلبِ " بغير تنوين وبإضافته إلى " متكبرٍ ". قال أبو علي : المعنى يطبع الله على القلوب إذ كانت قلباً قلباً من كل متكبر، ويؤكد ذلك أن في مصحف عبد الله بن مسعود :" على قلب كل متكبر جبار ".
قال القاضي أبو محمد : ويتجه أن يكون المراد عموم قلب المتكبر الجبار بالطبع أي لا ذرة فيه من إيمان ولا مقاربة فهي عبارة عن شدة إظلامه.
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦)
ذكر الله عز وجل مقالة فرعون حين أعيته الحيل في مقاومة موسى عليه السلام بحجة، وظهر لجميع المشاهدين أن ما يدعو إليه موسى من عبادة إله السماء حق، فنادى فرعون هامان وهو زيره والناظر في أموره، فأمره أن يبني له بناء عالياً نحو السماء. و" الصرح " كل بناء عظيم شنيع القدر، مأخوذ من الظهور والصراحة، ومنه قولهم : صريح النسب، وصرح بقوله، فيورى أن هامان طبخ الآجر لهذا الصرح ولم يطبخ قبله، وبناه ارتفاع مائة ذراع فعبث الله جبريل فمسحه بجناحه فكسره ثلاث كسر، تفرقت اثنتان ووقعت ثالثة في البحر. وروي أن هامان لم يكن من القبط، وقيل : كان منهم. و: ﴿ الأسباب ﴾ الطرق، قاله السدي. وقال قتادة : أراد الأبواب وقيل : عنى لعله يجد مع قربه من السماء سبباً يتعلق به.
وقرأ الجمهور :" فأطلع " بالرفع عطفاً على " أبلغ "، وقرأ حفص عن عاصم والأعرج :" فأطلعَ " بالنصب بالفاء في جواب التمني.