الفائدة السابعة : أن الموجب للإقدام على إيذاء الناس أمران أحدهما : كون الإنسان متكبراً قاسي القلب والثاني : كونه منكراً للبعث والقيامة، وذلك لأن التكبر القاسي قد يحمله طبعه على إيذاء الناس إلا أنه إذا كان مقراً بالبعث والحساب صار خوفه من الحساب مانعاً له من الجري على موجب تكبره، فإذا لم يحصل عنده الإيمان بالبعث والقيامة كانت الطبيعة داعية له إلى الإيذاء والمانع وهو الخوف من السؤال والحساب زائلاً، وإذا كان الخوف من السؤال والحساب زائلاً فلا جرم تحصل القسوة والإيذاء.
الفائدة الثامنة : أن فرعون لما قال :﴿ذَرُونِى أَقْتُلْ موسى﴾ قال على سبيل الاستهزاء ﴿وليدع رَبَّهُ﴾ فقال موسى إن الذي ذكرته يا فرعون بطريق الاستهزاء هو الدين المبين والحق المنير، وأنا أدعو ربي وأطلب منه أن يدفع الشرك عني، وسترى أن ربي كيف يقهرك، وكيف يسلطني عليك.
واعلم أن من أحاط عقله بهذه الفوائد علم أنه لا طريق أصلح ولا أصوب في دفع كيد الأعداء وإبطال مكرهم إلا الاستعاذة بالله والرجوع إلى حفظ الله، والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٧ صـ ٤٧ ـ ٥٠﴾


الصفحة التالية
Icon