ولما كان في كلام المؤمن تعريض في أمر الهداية، وكان الإنسان ربما يتوافق قلبه ولسانه، ويكون تطابقهما على ضلال، قال :﴿وما أهديكم﴾ أي بما أشرت به من قتل موسى عليه السلام وغيره ﴿إلا سبيل الرشاد﴾ أي الذي أرى أنه صواب، لا أبطن شيئاً وأظهر غيره، وربما يكون في هذا تنبيه لهم على ما يلوح من كلام المؤمن لأنه ارتاب في أمره، وفي هذا أنه في غاية الرعب من أمر موسى عليه السلام لاستشارته لقومه في أمره واحتمال هذه المراجعات التي يلوح منها أنه يكاد ينفطر غيظاً منه ولكنه يتجلد. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٦ صـ ٥٠٧ ـ ٥٠٩﴾


الصفحة التالية