وقال الكوفيون : هو جمع لا واحد له ﴿ فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مّنَ النار ﴾ أي : هل تدفعون عنا نصيباً منها، أو تحملونه معنا، وانتصاب ﴿ نصيباً ﴾ بفعل مقدّر يدل عليه مغنون، أي : هل تدفعون عنا نصيباً، أو تمنعون على تضمينه معنى حاملين، أي : هل أنتم حاملون معنا نصيباً، أو على المصدرية.
﴿ قَالَ الذين استكبروا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا ﴾ هذه الجملة مستأنفة جواب سؤال مقدّر، والمعنى : إنا نحن، وأنتم جميعاً في جهنم، فكيف تغني عنكم.
قرأ الجمهور :﴿ كلّ ﴾ بالرّفع على الابتداء، وخبره :﴿ فِيهَا ﴾ والجملة خبر إن، قاله الأخفش.
وقرأ ابن السميفع، وعيسى بن عمر :( كلا ) بالنصب.
قال الكسائي، والفراء على التأكيد لاسم إن بمعنى : كلنا، وتنوينه عوض عن المضاف إليه.
وقيل : على الحال، ورجحه ابن مالك ﴿ إِنَّ الله قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العباد ﴾ أي : قضى بينهم بأن فريقاً في الجنة، وفريقاً في السعير.
﴿ وَقَالَ الذين فِى النار ﴾ من الأمم الكافرة، مستكبرهم، وضعيفهم ﴿ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ﴾ جمع خازن، وهو القوّام بتعذيب أهل النار ﴿ ادعوا رَبَّكُمْ يُخَفّفْ عَنَّا يَوْماً مّنَ العذاب ﴾ يوماً ظرف ؛ ليخفف، ومفعول يخفف محذوف، أي : يخفف عنا شيئاً من العذاب مقدار يوم، أو في يوم، وجملة ﴿ قَالُواْ أَوَلَمْ تَك تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بالبينات ﴾ مستأنفة جواب سؤال مقدّر، والاستفهام للتوبيخ، والتقريع ﴿ قَالُواْ بلى ﴾ أي : أتونا بها، فكذبناهم، ولم نؤمن بهم، ولا بما جاءوا به من الحجج الواضحة، فلما اعترفوا ﴿ قَالُواْ ﴾ أي : قال لهم الملائكة الذين هم : خزنة جهنم ﴿ فادعوا ﴾ أي : إذا كان الأمر كذلك، فادعوا أنتم، فإنا لا ندعو لمن كفر بالله، وكذّب رسله بعد مجيئهم بالحجج الواضحة.