﴿ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِى النار ﴾ أي واذكُر لقومِكَ وقتَ تخاصُمِهم فيَها ﴿ فَيَقُولُ الضعفاء ﴾ منهم ﴿ لِلَّذِينَ استكبروا ﴾ وهُم رؤساؤُهم ﴿ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا ﴾ أتباعاً كخَدَمٍ في جمعِ خَادِمٍ، أو ذَوِي تبعٍ أي أتْباعٍ على إضمار المضافِ أو تَبَعاً على الوصفِ بالمصدرِ مبالغةً ﴿ فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مّنَ النار ﴾ بالدفعِ أو بالحملِ، ونصيباً منصوبٌ بمضمرٍ يدلُّ عليه مغنونَ أي دافعونَ عنَّا نصيباً الخ. أو بمغنونَ على تضمينِه مَعْنى الحملِ أي مغنونَ عنَّا حاملينَ نصيباً الخ أو نُصبَ على المصدريةِ كشيئاً في قوله تعالى :﴿ لَن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أموالهم وَلاَ أولادهم مّنَ الله شَيْئًا ﴾ فإنَّه في موقعِ غَناءٍ فكذلكَ نصيباً ﴿ قَالَ الذين استكبروا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا ﴾ أي نحنُ وأنتُم فكيفَ تُغنِي عنكُم ولو قَدرنا لأغنيَنا عن أنفسِنا. وقُرِىءَ كُلاًّ على التأكيدِ لاسمِ إنَّ بمَعنى كُلَّنا وتنوينُه عوضٌ عن المضافِ إليهِ ولا مساغَ لجعلِه حالاً من المستكنِّ في الظرفِ فإنَّه لا يعملُ في الحالِ المتقدمةِ كما يعملُ في الظرفِ المتقدمِ فإنَّك تقولُ كلَّ يومٍ لكَ ثوبٌ ولاَ تقولُ جديداً لك ثوبٌ ﴿ إِنَّ الله قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العباد ﴾ وقضَى قضاءً متقناً لا مردَّ لهُ ولا معقّبَ لحُكمهِ.


الصفحة التالية
Icon