و﴿ مِنَ النار ﴾ [ آل عمران : ١٠ ] على هذا متعلق بمغنون وعلى ما قبله ظرف مستقر بيان لنصيباً.
﴿ قَالَ الذين استكبروا ﴾ للضعفاء ﴿ إِنَّا كُلٌّ فِيهَا ﴾ نحن وأنتم فكيف نغني عنكم ولو قدرنا لدفعنا عن أنفسنا شيئاً من العذاب ؛ ورفع ﴿ كُلٌّ ﴾ على الابتداء وهو مضاف تقديراً لأن المراد كلنا و﴿ فِيهَا ﴾ خبره والجملة خبر إن.
وقرأ ابن السميقع.
وعيسى بن عمر ﴿ كَلاَّ ﴾ بالنصب، وخرجه ابن عطية.
والزمخشري على أنه توكيد لاسم إن، وكون كل المقطع عن الإضافة يقع تأكيداً اكتفاء بأن المعنى عليها مذهب الفراء ونقله أبو حيان عن الكوفيين.
ورده ابن مالك في "شرحه للتسهيل"، وقيل : هو حال من المستكن في الظرف.
وتعقب بأنه في معنى المضاف ولذا جاز الابتداء به فكيف يكون حالاً، وإذا سلم كفاية هذا المقدار من التنكير في الحالية فالظرف لا يعمل في الحال المتقدمة كما يعمل في الظرف المتقدم نحو كل يوم لك ثوب.
وأجيب عن أمر العمل بأن الأخفش أجاز عمل الظرف في حال إذا توسطت بينه وبين المبتدأ نحو زيد قائماً في الدار عندك وما في الآية الكريمة كذلك، على أن بعضهم أجاز ذلك ولو تقدمت الحال على المبتدأ والظرف ؛ نعم منعه بعضهم مطلقاً لكن المخرج لم يقلده، وابن الحاجب جوزه في بعض كتبه ومنعه في بعض، قيل : وقد يوفق بينهما بأن المنع على تقدير عمل الظرف لنيابته عن متعلقه، والجواز على جعل العامل متعلقه المقدر فيكون لفظياً لا معنوياً، وإلى هذا التخريج ذهب ابن مالك وأنشد له قول بعض الطائيين
: دعا فأجبنا وهو بادي ذلة...
لديكم فكان النصر غير قريب
وحمل قوله تعالى :﴿ والسماوات مطويات بِيَمِينِهِ ﴾ [ الزمر : ٦٧ ] في قراءة النصب على ذلك، وقال أبو حيان : الذي اختاره في تخريج هذه القراءة أن كلا بدل من اسم إن لأن كلا يتصرف فيها بالابتداء ونواسخه وغير ذلك فكأنه قيل : أن كلا فيها.