فصل
قال الفخر :
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (٦٩) ﴾
اعلم أنه تعالى عاد إلى ذم الذين يجادلون في آيات الله فقال :﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين يجادلون فِى ءايات الله أنى يُصْرَفُونَ﴾ وهذا ذم لهم على أن جادلوا في آيات الله ودفعها والتكذيب بها، فعجب تعالى منهم بقوله ﴿أنى يُصْرَفُونَ﴾ كما يقول الرجل لمن لا يبين : أنى يذهب بك تعجباً من غفلته، ثم بيّن أنهم هم ﴿الذين كَذَّبُواْ بالكتاب﴾ أي بالقرآن ﴿وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا﴾ من سائر الكتب، فإن قيل سوف للاستقبال، وإذ للماضي فقوله ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الأغلال فِى أعناقهم﴾ مثل قولك : سوف أصوم أمس قلنا المراد من قوله ﴿إِذْ﴾ هو إذاً، لأن الأمور المستقبلة لما كان في أخبار الله تعالى متيقنة مقطوعاً بها عبر عنها بلفظ ما كان ووجد، والمعنى على الاستقبال، هذا لفظ صاحب "الكشاف".