﴿ ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ﴾ : الظاهر أنه قيل لهم : ادخلوا بعد المحاورة السابقة، وهم قد كانوا في النار، ولكن هذا أمر يقيد بالخلود، وهو الثواء الذي لا ينقطع، فليس أمراً بمطلق الدخول، أو بعد الدخول فيها أمروا أن يدخلوا سبعة أبواب التي لكل باب منها جزء مقسوم من الكفار، فكان ذلك أمراً بالدخول يفيد التجزئة لكل باب.
وقال ابن عطية : وقوله تعالى :﴿ ادخلوا ﴾ معناه : يقال لهم قبل هذه المحاورة في أول الأمر ادخلوا، لأن هذه المخاطبة إنما هي بعد دخولهم، وفي الوقت الذي فيه الأغلال في أعناقهم.
وأبواب جهنم : هي السبعة المؤدّية إلى طبقاتها وأدراكها السبعة. انتهى.
وخالدين : حال مقدرة، ودلت على الثواء الدائم، فجاء التركيب :﴿ فبئس مثوى المتكبرين ﴾ : فبئس مدخل المتكبرين، لأن نفس الدخول لا يدوم، فلم يبالغ في ذمّه، بخلاف الثواء الدائم. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٧ صـ ﴾