ويجوز أن يكون المراد سائر الأوقات، وعبر بالظرفين عن ذلك.
وقال ابن عباس : أراد بذلك الصلوات الخمس.
وقال قتادة : صلاة الغداة، وصلاة العصر.
وقال الحسن : ركعتان قبل أن تفرض الصلاة.
وعنه أيضاً : صلاة العصر، وصلاة الصبح.
والظاهر أن المجادلين في آيات الله، وهي دلائله التي نصبها على توحيده وكتبه المنزلة، وما أظهر على يد أنبيائه من الخوارق، هم كفار قريش والعرب.
﴿ بغير سلطان ﴾ : أي حجة وبرهان.
﴿ في صدورهم إلا كبر ﴾ : أي تكبر وتعاظم، وهو إرادة التقدم والرياسة، وذلك هو الحامل على جدالهم بالباطل، ودفعهم ما يجب لك من تقدمك عليهم، لما منحك من النبوة وكلفك من أعباء الرسالة.
﴿ ما هم ببالغيه ﴾ : أي ببالغي موجب الكبر ومقتضيه من رياستهم وتقدمهم، وفي ذلك إشارة إلى أنهم لا يرأسون، ولا يحصل لهم ما يؤملونه.
وقال الزجاج : المعنى على تكذيبك إلا ما في صدورهم من الكبر عليك، وما هم ببالغي مقتضى ذلك الكبر، لأن الله أذلهم وقال ابن عطية : تقديره مبالغي إرادتهم فيه.
وقال مقاتل : هي في اليهود.
قال مقاتل : عظمت اليهود الدجال وقالوا : إن صاحبنا يبعث في آخر الزمان وله سلطان، فقال تعالى :﴿ إن الذين يجادلون في آيات الله ﴾، لأن الدجال من آياته، ﴿ بغير سلطان ﴾ : أي حجة، ﴿ فاستعذ بالله ﴾ من فتنة الدجال.
والمراد بخلق الناس الدجال، وإلى هذا ذهب أبو العالية، وهذا القول أصح.
وقال الزمخشري : وقيل المجادلون هم اليهود، وكانوا يقولون : يخرج صاحبنا المسيح بن داود، يريدون الدجال، ويبلغ سلطانه البر والبحر، وتسير معه الأنهار، وهو آية من آيات الله، فيرجع إلينا الملك، فسمى الله تمنيتهم ذلك كبراً، ونفى أن يبلغوا متمناهم. انتهى.
وكان رئيس اليهود في زمانه في مصر موسى بن ميمون الأندلسي القرطبي قد كتب رسالته إلى يهود اليمن أن صاحبهم يظهر في سنة كذا وخمسمائة، وكذب عدوّ الله.


الصفحة التالية
Icon