﴿ سُنَّةَ الله ﴾ مصدر ؛ لأن العرب تقول : سَنّ يسن سنّاً وسُنّة ؛ أي سنّ الله عز وجل في الكفار أنه لا ينفعهم الإيمان إذا رأوا العذاب وقد مضى هذا مبيناً في "النساء" و"يونس" وأن التوبة لا تقبل بعد رؤية العذاب وحصول العلم الضروري.
وقيل : أي احذروا يا أهل مكة سنّة الله في إهلاك الكفرة ف"سنّة اللَّهِ" منصوب على التحذير والإغراء.
﴿ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الكافرون ﴾ قال الزجاج : وقد كانوا خاسرين من قبل ذلك إلا أنه بيّن لنا الخسران لما رأوا العذاب.
وقيل : فيه تقديم وتأخير ؛ أي "لَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا" "وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ" كسنتنا في جميع الكافرين ف"سنة" نصب بنزع الخافض أي كسنّة الله في الأمم كلها.
والله أعلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon