وقال العلامة الكَرْمانى رحمه الله :
سورة فصلت
٤٥٦ - قوله تعالى في أربعة أيام ١٠ أي مع اليومين الذين تقدما قوله خلق الأرض في يومين ٩ لئلا يزيد العدد على ستة أيام فيتطرق إليه كلام المعترض
وإنما جمع بينهما ولم يذكر اليومين على الانفراد بعدهما لدقيقة لا يهتدي إليها كل أحد وهي أن قوله خلق الأرض في يومين صلة الذي و تجعلون له أندادا عطف على قوله لتكفرون ٩ و جعل فيها رواسي ١٠ عطف على قوله خلق الأرض ٩ وهذا تفريع في الإعراب لا يجوز في الكلام وهو في الشعر من أقبح الضرورات لا يجوز أن يقال جاءني الذي يكتب وجلس ويقرأ لأنه لا يحال بين صلة الموصول وما يعطف بأجنبي من الصلة
فإذا امتنع هذا لم يكن بد من إضمار فعل يصح الكلام به ومعه فيضمر خلق الأرض بعد قوله ذلك رب العالمين ٩ فيصير التقدير ذلك رب العالمين خلق الأرض وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام ليقع هذا كله في أربعة أيام ويسقط الاعتراض والسؤال وهذه معجزة وبرهان
٤٥٧ - قوله حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم ٢٠ وفي الزخرف وغيره حتى إذا جاءنا ٣٨ حتى إذا جاءونا ٤٣ بغير ما لأن حتى ههنا هي التي تجري مجرى واو العطف نحو قولك أكلت السمكة حتى رأسها أي ورأسها وتقدير الآية فهم يوزعون إذا
جاءوها و ما هي التي تزاد مع الشروط نحو أينما وحيثما و حتى في غيرها من السور للغاية
٤٥٨ - قوله وإما ينزعنك من الشيطان نزع فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ٣٦ ومثله في الأعراف لكنه ختم بقوله إنه سميع عليم ٢٠٠ لأن الآية في هذه السورة متصلة بقوله وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ٣٥ فكان مؤكدا بالتكرار وبالنفي والإثبات فبالغ في قوله إنه هو السميع العليم ٣٦ بزيادة هو وبالألف واللام ولم يكن في الأعراف هذا النوع من الاتصال فأتى على القياس المخبر عنه معرفة والخبر نكرة