فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة فصلت
لا يسمعون : أي لا يقبلون ولا يطيعون، من قولهم : تشفعت إلى فلان فلم يسمع قولى : أي لم يقبله ولم يعمل به فكأنه لم يسمعه، والأكنة واحدها كنان كأغطية وغطاء : وهى خريطة السهام والمراد أنها في أغطية متكاثفة، والوقر : الثقل في السمع
فاستقيموا إليه : أي فأخلصوا له العبادة، ويل : أي هلاك، لا يؤتون الزكاة :
أي لا يتصدقون بجزء من مالهم للسائل والمحروم، ممنون : أي مقطوع من قولهم مننت الحبل إذا قطعته، ومنه قول ذى الإصبع :
إنى لعمرك ما بابى بذي غلق على الصديق ولا خيرى بممنون
فى يومين : أي في نوبتين، والرواسي : الجبال الثوابت، أقواتها : أي أقوات أهلها، سواء : أي كاملة لا نقصان فيها ولا زيادة، للسائلين : أي لطالبى الأقوات المحتاجين إليها، استوى : أي عمد وقصد نحوها قصدا سويا من قولهم استوى إلى مكان كذا إذا توجه إليه توجها لا يلتفت معه إلى عمل آخر، دخان : أي مادة غازية أشبه بالدخان، فقضاهن : أي فرغ من تسويتهن، أمرها : أي شأنها وما هى مستعدة له واقتضت الحكمة أن يكون فيها، بمصابيح : أي بكواكب ونجوم، وحفظا : أي وحفظناها حفظا من الآفات.
صاعقة : أي عذابا شديد الوقع كأنه صاعقة. قال المبرد : الصاعقة المرة المهلكة لأىّ شىء كان، وهى في الأصل الصيحة التي يحصل بها الهلاك، أو قطعة نار تنزل من السماء معها رعد شديد، من بين أيديهم ومن خلفهم : أي من كل ناحية، صرصرا :
أي باردة تهلك بشدة بردها. أنشد قطرب قول الحطيئة في المديح :
المطعمون إذا هبّت بصرصرة والحاملون إذا استودوا على الناس
استودوا : أي سئلوا الدية. نحسات واحدها نحسة (بكسر الحاء) أي نكدات مشئومات، والهون : الذل.


الصفحة التالية
Icon