فأما الكسائي فأجاز في كل شئ أن يجمع بالواو والنون والياء والنون وهذا لا يعرج عليه ١٢ - وقوله جل وعز (فقضاهن سبع سموات في يومين) (آية ١٢) (فقضاهن) أي أحكمهن كما قال الشاعر: وعليهما مسرودتان قضاهما * داود أو صنع السوابغ تبع ١٣ - وقوله جل وعز (وأوحى في كل سماء أمرها) (آية ١٢)
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال ما أمر وما أراده وروى سعيد عن قتادة قال خلق شمسها وقمرها ونجومها وأفلاكها قال أبو جعفر القولان متقاربان وكأن المعنى والله أعلم وأوحى في كل سماء إلى الملائكة بما أراد من أمرها ١٤ - ثم قال جل وعز (وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا) (آية ١٢) أي وحفظناها حفظا من الشياطين بالكواكب والمعنى ائنكم لتكفرون بمن هذه قدرته وتجعلون له أمثالا
مما تنحتون بأيديكم ؟ ١٥ - ثم قال جل وعز (فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) (آية ١٣) أي فإن أعرضوا عن التوحيد وما جئت به (فقل أنذرتكم
صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) أي انذرتكم أن ينزل بكم عذاب كما نزل بهم (إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم) يعني من جاء قبلهم كما قال تعالى (مصدقا لما بين يديه) ثم قال (ومن خلفهم) فيه قولان: أحدهما أن المعنى ومن بعد كونهم
والقول الآخر أن يكون الضمير يعود على الرسل ١٦ - وقوله جل وعز (فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا) (آية ١٦) روى ابن أبى نجيح عن مجاهد قال شديدة السموم وروى معمر عن قتادة قال باردة قال أبو جعفر قول قتادة ابين وكذا قال عطاء لأن (صرصرا) مأخوذ من صر والصر في كلام العرب البرد كما قال الشاعر: لها غدر كقرون النساء * ركبن في يوم ريح وصر وليس القولان بمتناقضين لأن لأنه يروى أنها كانت ريحا باردة
تحرق كما تحرق النار وقد قال أبو عبيدة (صرصر) شديدة الصوت عاصف وقد روي عن مجاهد شديدة الشؤم ١٧ - ثم قال جل وعز (في أيام نحسات) (آية ١٦)


الصفحة التالية
Icon