يسمعنا إذا جهرنا ولا يسمعنا إذا خافتنا وقال الآخر إن كان يسمعنا إذا جهرنا فهو يسمعنا إذا خافتنا ٢٣ - فأنزل الله جل وعز (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم) إلى قوله (وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين) (آية ٢٢، ٢٤) وروى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي ﷺ في قوله تعالى (أن يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم) قال تدعون يوم القيامة مفدمة أفواهكم
بفدام فأول ما يبين عن الإنسان فخذه وكفه ٢٤ - وقوله جل وعز (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين) (آية ٢٣) أي حين ظننتم أنه لا يسمعكم وفي الحديث عن النبي ﷺ قال الله (أنا عند ظن عبدي بي) ومعنى أرداكم أهلككم ٢٥ - وقوله جل وعز (فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين) (آية ٢٤)
والنار مثوى لهم صبروا أو لم يصبروا ففي هذا جوابان: أحدهما ان المعنى فإن يصبروا في الدنيا على أعمال أهل النار كما قال سبحانه فما أصبرهم على النار فالنار مثوى لهم (وإن يستعتبوا) في النار
وقيل (وإن يستعتبوا) في الدنيا وهم مقيمون على كفرهم والجواب الآخر: فإن يصبروا في النار أو يجزعوا فالنار مثوى لهم ويكون قوله (وإن يستعتبوا) يدل على الجزع لأن المستعتب جزع ٢٦ - وقوله جل وعز (وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم) (آية ٢٥)