قال مجاهد يعني الشياطين قال أبو جعفر معنى قيضت له كذا سببته له من حيث لا يحتسب ٢٧ - ثم قال جل وعز (فزينوا لهم ما بين أيديهم) (آية ٢٥) أي ما يعملونه من المعاصي (وما خلفهم) وما عزموا على أن يعملوه ٢٨ - وقوله جل وعز (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) (آية ٢٦) وقرأ عيسى وابن أبي إسحاق (والغوا) بضم الغين حكى الكسائي لغا يلغو وعلى هذا (والغوا فيه) وحكى لغا يلغى ولغي يلغى والمصدر على هذا مقصور روى داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال
كان النبي ﷺ بمكة إذا قرأ رفع صوته فتطرد قريش عنه الناس
ويقولون (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون) وإذا خافت بقراءته لم يسمع من يريد فأنزل الله جل وعز (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) وروى ابن أبى نجيح عن مجاهد في وقوله (والغوا فيه) قال بالمكاء والتصفيق والتخليط على رسول الله ﷺ إذا قرأ كانت قريش تفعله قال أبو جعفر اللغو في اللغة ما لايعرف له حقيقة ولا يحصل معناه فمعنى والغوا فيه أي عارضوه باللغو ٢٩ - وقوله جل وعز (ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد) (آية ٢٨)
المعنى: ذلك العذاب الشديد جزاء أعداء الله ثم بين الجزاء فقال (النار لهم فيها دار الخلد) والنار هي دار الخلد والعرب تفعل هذا على التوكيد كما قال: أخو رغائب بعطيها ويسالها وقد * يأبى الظلامة منه النوفل الزفر وهو هو كما يقال لك في هذا المنزل دار واسعة وهو الدار ولا يجوز عند الكوفيين حتى يخالف لفظ الثاني لفظ الأول لا تقول على قولهم في هذا المنزل منزل حسن على أن الثاني الأول وهو عند البصريين كله جيد وفي قراءة عبد الله بن مسعود (ذلك جزاء أعداء الله النار
دار الخلد)