أي كأنه ينادي منو موضع بعيد منه فهو لا يسمع النداء ولا يفهمه ومذهب الضحاك أنهم ينادون يوم القيامة باقبح اسمائهم من مكان بعيد ليكون ذلك اشد عليهم في الفضيحة والتوبيخ ٥٢ - ومعنى قوله جل وعز (ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم) (آية ٤٥)
أنهم قد أخروا إلى مدة يعلمها الله وأنه لا يعالجهم بالهلاك ٥٣ - وقوله جل وعز (إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمارت من أكمامها) (آية ٤٧) روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال حين تطلع وقال غيره هي الطلعة تخرج من قشرها قال أبو جعفر القول الأول أعم أي وما تخرج من ثمرة من غلافها الذي كانت فيه وذلك أول ما تطلع وغلاف كل شئ كمه ٥٤ - وقوله جل وعز (ويوم يناديهم اين شركائي) (آية ٤٧) أي على زعمكم (قالوا آذناك) هذا من قول الالهة أي أعلمناك
يقال آذنته فأذن أي أعلمته فعلم والأصل في هذا من الأذن أي أوقعته في أذنه ومنه: آذنتنا ببينها أسماء
ومنه قوله جل وعز (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن) أي اعملوا ما شئتم ثم اعتذروا منه فإنه يعذركم ويقبل ما تعلمونه به ومنه الأذان إنما هو إعلام بالصلاة ثم قال تعالى (ما منا من شهيد) أي ما منا من شهد أن لك شريكا ٥٥ - ثم قال جل وعز (وظنوا ما لهم من محيص) (آية ٤٧) (وظنوا) أي وأيقنوا ٥٦ - وقوله جل وعز (لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤوس قنوط) (آية ٤٩)
أي لا يمل من أن يصيبه الخير وفي قراءة عبد الله (من دعاء بالخير) (وإن مسه الشر) أي إن مسه شئ يسير من الشر يئس وقنط ٥٧ - وقوله جل وعز (ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة) (آية ٥٠) قال مجاهد أي بعملي وأنا حقيق بهذا وهذا يراد به الكافر الا ترى أن بعده (وما أظن الساعة قائمة) وقوله تعالى (ولئن رجعت إلى ربي) أي على قولك
٥٨ - وقوله جل وعز (وإذا انعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه) (آية ٥١)