فيا سيد الرسل "قُلْ" لهؤلاء الكفرة القائلين ذلك القول المشار اليه في الآية الخامسة ما يلي :
مطلب خلق السموات والأرض وما فيها ولما ذا كان في ستة ايام وفي خلق آدم :
"أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ" استفهام انكار عن هذا المنكر وعن المنكر الآخر المبين في قوله "وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً"
أكفاء وأشباها من الملائكة والجن وغيرهما من سائر الأوثان المنحوتة من أحجار وأخشاب والمصوغة من الفضة والذهب والحديد وغيرهما من المعادن بصنع أيديكم لا تقدر على خلق شيء لأنها عاجزة عن حفظ نفسها ومع هذا فإنكم تعبدونها وتعرضون عن الإله الخلاق "ذلِكَ" المستحق للعبادة وحده "رَبُّ الْعالَمِينَ" ٩ أجمع الناطق منهم والأعجم والمتحرك والجامد "وَجَعَلَ فِيها" في الأرض التي خلقها في يومين الأحد والأثنين "رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها" راجع الآية ٩ من سورة لقمان المارة "وَبارَكَ فِيها" بالأشجار والثمار والزروع والأنهار والحيوان والحيتان من جميع ما يحتاجه البشر وغيره "وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها" أرزاقها لكل ما فيها وكميّتها وكيفيتها "فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ" اليومين الأولين والخميس والجمعة لأنه خلق السماء بعد الأرض في يومي الثلاثاء والأربعاء قبل خلق الروامي وتقدير الأقوات لا انه غيرهما وهذا كما تقول سرت من القنيطرة إلى دمشق في يومين والى النبك في أربعة أيام أي في تنمة أربعة أيام، ولا بد من هذا التقدير لأنه بغيره يكون تمام الخلق بثمانية أيام وهو مناف لما جاء في قوله تعالى في آيات عديدة في ستة أيام كما أوضحناه في الآية ٥٤ من سورة الفرقان والآية ٥٩ من الأعراف في ج ١ "سَواءً لِلسَّائِلِينَ" ١٠ الذين يسألونك يا أكرم الخلق عن مقدار الزمن الذي خلق ربك فيه الأرض وما فيها بلا زيادة ولا نقص


الصفحة التالية
Icon