أما ما يقوله المنجمون والسحرة والكهنة فمن طريق الحسبان والظن والتوسم، راجع الآية ٧٦ من سورة الحجر المارة تجد هذا البحث مستوفيا "وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي" الذين سميتموهم بالدنيا أحضروهم إليّ الآن لأسألهم عن الذي حدا بهم لهذه الدعوى الباطلة "قالُوا آذَنَّاكَ" أخبرناك يا ربنا وأعلمناك بأنه "ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ" ٤٧ الآن بأن لك شركاء البتة، وذلك لأن الذين اتخذوهم شركاء ينكرون ذلك ويتبرءون منهم عند معاينة العذاب، وقبله في الوقف وهو الحساب.
قال تعالى "وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ" من الشركاء "مِنْ قَبْلُ" في الدنيا "وَظَنُّوا" أيقنوا إيقانا لا ريب فيه أنهم "ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ" ٤٨ من العذاب ولا محيد عنه وحاص
بمعنى عدل ومال وماد وحاد وهرب، والأنسب بالمقام ما ذكرناه "لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ" لا يمل ولا يضجر من تكرار طلبه بل يظل يسأله مالا وولدا وجاها ورياسة وعافية بصورة دائمة، ولو أعطى أحدكم نهرين لتمنى الثالث "وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ" من شدة وفقر وفاقة أو مرض وذل أو فقد شيء ما "فَيَؤُسٌ" شديد اليأس من روح اللّه "قَنُوطٌ" ٤٩ كثير التفاؤل بالشر وقطع الرجاء من رحمة اللّه وفضله، ولقد بولغ هذا الكلام من جهتين من جهة الصيغة، لأن فعولا من صيغ المبالغة، ومن جهة التكرار، وهذه صفة الكافر بالدنيا والآخرة أيضا.
قيل نزلت هذه الآية في الوليد بن المغيرة أو عتبة بن ربيعة، وهي عامة يدخل في عمومها هذان الكافران وغيرهما دخولا أوليا.
قال تعالى في وصف هذا الكافر أيضا "وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا" من غنى وعافية ورياسة "مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ" من فقر ومرض وذل


الصفحة التالية
Icon