فجملة ﴿وهو ربنا﴾ حالية أي كيف تحاجوننا في هاته الحالة المعروفة التي لا تقبل الشك، وبهذه الجملة حصل بيان لموضوع المحاجة، وكذلك جملة ﴿ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم﴾ وهي عطف على الحال ارتقاء في إبطال مجادلتهم بعد بيان أن المربوبية تؤهل لإنعامه كما أهلتهم، ارتقى فجعل مرجع رضى الله تعالى على عباده أعمالهم فإذا كان قد أكرمكم لأجل الأعمال الصالحة فلعله أكرمنا لأجل صالحات أعمالنا فتعالوا فانظروا أعمالكم وانظروا أعمالنا تجدوا حالنا أقرب إلى الصلاح منكم. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ١ صـ ٤٢٧﴾
قوله تعالى﴿{ونحن له مخلصون﴾
﴿ونحن له مخلصون﴾ أي مخلصوا الطاعة والعبادة له وفيه توبيخ لليهود والنصارى والمعنى وأنتم به مشركون. والإخلاص أن يخلص العبد دينه، وعمله لله تعالى فلا يشرك في دينه ولا يرائي بعمله، قال الفضيل بن عياض : ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما وهذه الآية منسوخة بآية السيف. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ١ صـ ١١٧﴾
" فائدة "
وتقديم المجرور في ﴿لنا أعمالنا﴾ للاختصاص أي لنا أعمالنا لا أعمالكم فلا تحاجونا في أنكم أفضل منا، وعطف ﴿ولكم أعمالكم﴾ احتراس لدفع توهم أن يكون المسلمون مشاركين للمخاطبين في أعمالهم وأن لنا أعمالنا يفيد اختصاص المتكلمين بما عملوا مع الاشتراك في أعمال الآخرين وهو نظير عطف قوله تعالى :﴿ولي دين على قوله : لكم دينكم﴾ [الكافرون : ٦].
وهذا كله من الكلام المصنف مثل قوله تعالى :﴿وإنا أوْ إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين﴾ [سبأ : ٢٤].