وقرأ جمهور الناس :" ثمودُ " بغير حرف، وهذا على إرادة القبيلة. وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش وبكر بن حبيب :" ثمودٌ " بالتنوين والإجراء، وهذا على إرادة الحي، وبالصرف كان الأعمش يقرأ في جميع القرآن إلافي قوله :﴿ وآتينا ثمود الناقة مبصرة ﴾ [ الإسراء : ٥٩ ] لأنه في المصحف بغير ألف. وقرأ ابن أبي إسحاق والأعرج بخلاف، والأعمش وعاصم " ثمودَ " بالنصب، وهذا على إضمار فعل يدل عليه قوله :﴿ فهديناهم ﴾، وتقديره عند سيبويه : مهما يكن من شيء فهدينا ثمود هديناهم، والرفع عنده أوجه، وروي عن ابن أبي إسحاق والأعمش :" ثموداً " منونة منصوبة، وروى الفضل عن عاصم الوجهين.
وقوله تعالى :﴿ فهديناهم ﴾ معناه : بينّا لهم، قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد، وليس الهدى هنا بمعنى الإرشاد، وهذا كما هي الآن شريعة الإسلام مبينة لليهود والنصارى المختلطين لنا ولكنهم يعرضون ويشتغلون بالصد، فذلك استحباب العمى على الهدى.
وقوله تعالى :﴿ فاستحبوا ﴾ عبارة عن تكسبهم في العمى، وإلا فهو بالاختراع لله تعالى، ويدلك على أنها إشارة إلى تكسبهم قوله تعالى :﴿ بما كانوا يكسبون ﴾.
وقوله تعالى :﴿ العذاب الهون ﴾ وصف بالمصدر، والمعنى الذي معه هوان وإذلال، ثم قرن تعالى بذكرهم ذكر من آمن واتقى ونجاته ليبين الفرق. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon