وقال ابن عطية :
﴿ إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ ﴾
المعنى : أن وقت علم الساعة ومجيئها يرده كل مؤمن متكلم فيه إلى الله عز وجل. وذكر تعالى الثمار وخروجها من الأكمام وحمل الإناث مثالاً لجميع الأشياء، إذ كل شيء خفي فهو في حكم هذين.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي والحسن وطلحة والأعمش :" من ثمرة " بالإفراد على أنه اسم جنس. وقرأ نافع وابن عامر :" ثمرات " بالجمع، واختلف عن عاصم وهي قراءة أبي جعفر وشيبة والأعرج والحسن بخلاف، وفي مصحف عبد الله :" في ثمرة من أكمامها ". والأكمام : جمع كم، وهو غلاف التمر قبل ظهوره.
وقوله تعالى :﴿ ويوم يناديهم ﴾ تقديره : واذكر يوم يناديهم والضمير في :﴿ يناديهم ﴾ ظاهره والأسبق فيه أنه يريد به الكفار عبدة الأوثان. ويحتمل أن يريد به كل من عبد من دون الله من إنسان وغيره، وفي هذا ضعف، وإنما الضمير في قوله :﴿ وضل عنهم ﴾ فلا احتمال لعودته إلا على الكفار. و: ﴿ آنذاك ﴾ قال ابن عباس وغيره معناه : أعلمناك ﴿ ما منا من شهيد ﴾ ولا من يشهد بأن لك شريكاً. ﴿ وضل عنهم ﴾ أي نسوا ما كانوا يقولون في الدنيا ويدعون من الآلهة والأصنام، ويحتمل أن يريد :﴿ وضل عنهم ﴾ الأصنام، أي تلفت لهم فلم يجدوا منها نصراً وتلاشى لهم أمرها.