وقرىء ﴿ مِن ثمرات ﴾ من أكمامهن، بجميع الضمير أيضاً وما نافية ومن الأولى مزيدة لتأكيد الاستغراق والنص عليه ومن الثانية ابتدائية وكذا ﴿ مَا ﴾ في قوله تعالى :﴿ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى وَلاَ تَضَعُ ﴾ أي حملها، وقوله تعالى :﴿ إِلاَّ بِعِلْمِهِ ﴾ في موضع الحال والباء للملابسة أو المصاحبة والاستثناء من أعم الأحوال أي ما يحدث شيء من خروج ثمرة ولا حمل حامل ولا وضع واضع ملابساً أو مصاحباً بشيء من الأشياء إلا مصاحباً أو ملابساً بعلمه المحيط سبحانه واقعاً حسب تعلقه به، وجوز في الأولى أن تكون موصولة معطوفة على الساعة أي إليه يرد علم الساعة وعلم ما يخرج ومن الأولى بيانية والجار والمجرور في موضع الحال ومن الثانية على حاله، وتأنيث ﴿ تُخْرِجُ ﴾ باعتبار المعنى لأن ما بمعنى ثمرة قيل : ولا يجوز في ما الثانية ذلك لمكان الاستثناء المفرغ وأجاز بعضهم، ويكفي لصحة التفريغ النفي في قوله تعالى :﴿ وَلاَ تَضَعُ ﴾ وجملة لا تضع إما حال أو معطوفة على جملة ﴿ إِلَيْهِ ﴾ الخ، ولا يخفى عليك أن المتبادر في الموضعين النفي ثم إن الاستثناء متعلق بالكل وتبيين القدر المشترك بين الأفعال الثلاثة وجعله الأصل في تعلق المفرغ كما سمعت لإظهار المعنى والايماء إلى أنه لا يحتاج في مثله إلى حذف من الأولين أعني ما تخرج وما تحمل وهو قريب من أسلوب :
وقد حيل بين العير والنزوان...


الصفحة التالية
Icon