أوّلها : علم ما تُخرجه أكمام النخيل من الثَمَر بقدره وجودتِه وثباته أو سقوطه، وضمير ﴿ أكمامها ﴾ راجع إلى الثمرات.
والأكمام : جمع كِمّ بكسر الكاف وتشديد الميم وهو وعاء الثّمر وهو الجُفّ الذي يخرج من النّخلة محتوياً على طلْع الثّمر.
ثانيها : حمل الأنثى من النّاس والحيوان، ولا يعلم التي تلقح من التي لا تلقح إلاّ الله.
ثالثها : وقت وضع الأجنّة فإن الإناث تكون حوامل مثقلة ولا يعلم وقت وضعها باليوم والسّاعة إلا الله.
وعُدل عن إعادة حرف ﴿ ما ﴾ مرة أخرى للتفادي من ذكر حرف واحد ثلاث مرّات لأنّ تساوي هذه المنفيات الثلاثة في علم الله تعالى وفي كون أزمان حصولها سواءً بالنسبة للحال وللاستقبال يسدّ علينا باب ادعاء الجمهور الفرق بين ﴿ ما ﴾ و ( لا ) في تخليص المضارع لزمان الحال مع حرف ﴿ ما ﴾ وتخليصه للاستقبال مع حرف ( لا ).
ويؤيّد ردّ ابن مالك عليهم فإن الحق في جانب قول ابن مالك.
وحرف ﴿ من ﴾ بعد مدخولي ﴿ ما ﴾ في الموضعين لإفادة عموم النفي ويسمّى حرفاً زائِداً.
والباء في ﴿ بعلمه ﴾ للملابسة.
وتقدم نظيره في سورة فاطر.
وقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم ﴿ ثمرات ﴾ بالجمع.
وقرأه الباقون ﴿ ثمرةٍ ﴾ واحدةِ الثمرات.
﴿ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِى قالوا ءَاذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن ﴾ ﴿ شَهِيدٍ * وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ ﴾.
عطف على الجملة قبلها فإنّه لما تضمن قوله :﴿ إليه يرد علم الساعة ﴾ إبطال شبهتهم بأن عدم بيان وقتها يدلّ على انتفاء حصولها، وأتبع ذلك بنظائر لوقت السّاعة مما هو جار في الدّنيا دَوْماً عاد الكلام إلى شأن السّاعة على وجه الإنذار مقتضياً إثبات وقوع السّاعة بذكر بعض ما يلْقونه في يومها.
و﴿ يوم ﴾ متعلّق بمحذوف شائععٍ حذفه في القرآن، تقديره : واذكر يوم يناديهم.


الصفحة التالية
Icon