وقال ابن زنجلة :
٤٢ - سورة حم عسق الشورى
كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم ٣
قرأ ابن كثير كذلك يوحى إليك بفتح الحاء على ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون يوحي بكسر الحاء
من قال يوحى بالفتح بني الفعل للمفعول به احتمل أمرين جاء في التفسير أن حم عسق قد أوحيت لى كل نبي قبل محمد صلى الله عليه و سلم فعلى هذا يجوز أن يكون يوحى إليك السورة كما أوحي إلى الذين من قبلك ويجوز أن يكون الجار والمجرور يقومان مقام الفاعل وقوله الله العزيز الحكيم مبين للفاعل كقوله يسبح له فيها ثم قال رجال كأنه قيل من يسبح له فقيل يسبح له رجال
فأما من قرأ يوحي بكسر الحاء فإن اسم الله يرتفع بفعله وهو يوحي وما بعده يرتفع بالوصف وحجتهم في بناء الفعل للفاعل
قوله إنا أوحينا إليك
تكاد السموات يتفطرن من فوقهن ٥
قرأ نافع والكسائي يكاد السموات بالياء لأن السماوات جمع قليل والعرب تذكر فعل المؤنث إذا كان قليلا كقوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم ولم يقل انسلخت وقال نسوة ولم يقل وقالت قال ثعلب لأن الجمع القليل قبل الكثير والمذكر قبل المؤنث فجعل الأول على الأول
وقرأ الباقون تكاد بالتأنيث لتأنيث السموات والفعل متصل بالاسم
قرأ أبو عمرو وأبو بكر ينفطرن بالنون أي ينشققن وحجتهما قوله السماء منفطر به ولم يقل متفطر وقرأ الباقون يتفطرن بالتاء أي يتشققن والأمر في التاء والنون يرجع إلى معنى واحد إلا أن التاء للتكثير وذلك أن ينفطرن من فطرت فانفطرت مثل كسرت فانكسرت و يتفطرن من قولك فطرت فتفطرت مثل كسرت فتكسرت فهذا لا يكون إلا للتكثير
ذلك الذي يبشر الله عباده الذين ءامنوا وعملوا الصلحت ٢٣
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ذلك الذي يبشر


الصفحة التالية
Icon