وقال ملا حويش :
تفسير سورة الشورى
عدد ١٢ - ٦٢ و٤٢
نزلت بمكة بعد سورة فصلت عدا الآيات ٢٣ إلى ٢٧ فإنهن نزلن بالمدينة، وهي ثلاث وخمسون آية، وثلاثمائة وستون كلمة، وثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانية وثمانون حرفا.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى "حم عسق" ١ فصل بينهما بعض القراء وجاءت عليه المصاحف خطأ هكذا (حم) ١ (عسق) ٢ ولم يفصل بين (المص) و(كهيعص) و(المر) لأنه وقع بين سور أوائلها حم فقط فأجريت
مجرى نظائرها، ويجوز وصلها، وعلى الفصل يكون حم مبتدأ وعسق خبر، وعلى الوصل تكون كلها مبتدأ لخبر مقدر أو خبر لمبتدأ محذوف، وفيه من مبادئ أسماء اللّه الحسنى الحليم والمالك والعالم والسلام والقهار والقادر، ويكون اسما للسورة، ولا يعلم المراد منه على الحقيقة إلا اللّه تعالى، راجع تفسير ما قبله، هذا، وإن ما جاء في تفسير روح البيان لاسماعيل حقي وابن كثير في تفسيره من أن ملكا من آل النبي محمد صلّى اللّه عليه وسلم اسمه عبد اللّه أو عبد الإله يكون خراب الدولة على يده إلى آخر ما ذكراه، قيل لا ثقة به ولا عمدة عليه، ولا ينطبق على الواقع ولا يوجد ما يؤيده ولا يعرف مصدر نقله ولا من أين تلقيا ذلك، فهي خرافة لا يلتفت إليها، ولذلك لم ننقلها، وإن آل النبي الذين هم آله حقا لا يقع منهم إلا الإصلاح وهم أغير على هذه الأمة وملكها من كل أحد على الإطلاق، وإنك إذا قرأت تلك الأسطورة تمجها وتكذبها من عبارتها، سامحهم اللّه كم يودعون كتبهم من الغث ما لا فائدة فيه.


الصفحة التالية
Icon