"وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ" يوم القيامة وسمي به لقوله تعالى (فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً) الآية ٩٩ من الكهف الآتية، وقوله تعالى (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ) الآية ١٠٣ من سورة هود المارة وغيرها ولأن فيه اجتماع الأولين والآخرين وأهل الأرض والسماء "لا رَيْبَ فِيهِ" فهو كائن لا شك وفيه يفترق الناس لا محال منهم "فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ" للنعيم والسعادة "وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ" ٧ للعذاب والشقاوة وذلك بعد أن يحاسبوا في الموقف الذي جمعوا فيه "وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً" على دين واحد "وَلكِنْ" لم يشأ ذلك ل "يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ" بتوفيقه للإيمان "وَالظَّالِمُونَ" الذين خذلهم كما سبق في علمه اختيارهم للكفر يدخلهم في عذابه "ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ" ٨ يمنعهم من العذاب المقدر عليهم "أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ" أم منقطعة مقدرة ببل وهي حرف انتقال من بيان ما قبلها إلى ما بعدها، والاستفهام لإنكار الوقوع، ونفيه على أبلغ وجه وآكده لإنكار الواقع واستقباحه، كما قيل إن المراد بيان اتخاذهم الأولياء ليس بشيء لأنها أصنام لا تقدر على نصرتهم بل على الحقيقة لأن المعنى اتخذوا أصناما من دون اللّه وهو باطل، لأن الولي من يقدر على نصرة مواليه وهي ممتنعة في الأوثان، وإذا أرادوا أولياء على الحقيقة "فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ" وحده "وَهُوَ "يُحْيِ الْمَوْتى " وإن الأوثان لا تقدر على إحياء شيء "وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ٩ والأصنام عاجزة عن كل شيء، وعليه يكون المعنى أن الجدير بأن يتخذوا وليا يقدر على الإحياء والإماتة وعلى كل شيء لا الأوثان العاجزة عن حفظ نفسها.


الصفحة التالية
Icon