قال تعالى "ذلِكَ" النعيم العظيم "الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ به عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ" بأن قرنوا أعمالهم الطيبة بفعل ما هو صالح لأن الإيمان بلا عمل كالصوم بلا صلاة والحج بلا زكاة "قُلْ" يا حبيبي لمن تبلغهم أحكامي "لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ" أي التبليغ "أَجْراً" جعلا ما ليكون مدار للتهمة والظن بي، ولا أطلب منكم شيئا عما أبلغه لكم من كلام ربي ولا لموعظة ما لإرشادكم "إِلَّا" شيئا واحدا "الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى " لا غيرها أريد منكم أبدا، قال ابن عباس لم تكن بطن من قريش إلا وله صلّى اللّه عليه وسلم فيهم قرابة، لهذا
قال لا أريد منكم لقاء نصحي وإرشادي للأخذ بكلام ربي إلا أن تحفظوا قرابتي وتصلوا رحمي وتكرموهم، لأن هذه الآية نزلت في الأنصار حينما قالوا له تمنّ علينا يا رسول اللّه، قال لا أريد شيئا إلا المودة في القربى.
قال أبو بكر رضي اللّه عنه وأرضاه فيما يرويه البخاري عن ابن عمر ارقبوا محمدا في أهل بيته.
وروى مسلم عن زيد بن أرقم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال إني تارك فيكم ثقلين أولها كتاب اللّه فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به وأهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي، أذكركم في أهل بيتي، كررها صلّى اللّه عليه وسلم تأكيدا في حبهم وإكرامهم والصحيح أن أهل بيته نساؤه ومن حرمت عليهم الصدقة بعده، وآل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس رضوان اللّه عليهم.
وهذا الطلب لا يسمى أجرا بالنسبة لقريش في الحقيقة، لأن قرابته قرابتهم، فتكون مودتهم لازمة بل يكون فيه الأجر بالنسبة للأنصار المخاطبين في هذه الآية.
أخرج الترمذي عن ابن عباس قال قال صلّى اللّه عليه وسلم أحبّوا اللّه لما يغذوكم به، وأحبوني لحب اللّه، وأحبوا أهل بيتي لحبّي.


الصفحة التالية
Icon